٢٠٠٨-٠٧-١٤

نظرية الأستاذ عبد الرحمن في تدريس اللغة الفرنسية!

الأستاذ (عبد الرحمن) هو عمّي.. وهو مدرّس لغة فرنسية، للمرحلة الثانوية مخضرم، ومعروف حيث أقيم.. وللأستاذ عبد الرحمن نظرية عبقرية لتدريس اللغة الفرنسية، يطبقها مع كل تلاميذه.. ترتكز هذه النظرية على حقيقة مؤسفة يؤكدها الواقع : الولد يريد أن ينجح ويحصل على مجموع كبير في "الثانوية العامة" حتى لو لم يتعلم شيئا في اللغة الفرنسية..
وعلى هذا الأساس تقوم خطة العمل مع الطالب منذ بداية العام: أنت لا تتعلم هنا كيف تتحدث أو تقرأ أو تكتب بالفرنسية.. أنت تتعلم - بوضوح - كيف تحصل على الدرجة النهائية في امتحان اللغة الفرنسية..
آليات هذه النظرية تشتمل على نقاط عدة.. منها مثلا: توعية الطالب بالأسس والأساليب المستخدمة في وضع الامتحان.. فمثلا في سؤال "التوصيل" لا يمكن أن تقوم بتوصيل الجملة الأولى من العمود الأول مع الجملة الأولى من العمود الثاني.. لماذا؟.. لأن هذه حقيقة ثابتة لدى واضعي الامتحانات ولن تتغير من قبل، ولن تتغير أبدا!
نقطة أخرى: في الثانوية العامة - كما في المخابرات - المعرفة على قدر الحاجة!.. أي أن امتحان اللغة الفرنسية تحريري.. ليس شفويا.. معنى هذا أنك تحتاج – مطلقا - إلى أية معلومة فيما يتعلق بمهارتي الاستماع والتحدث، وبالتالي يمكنك أن تتجاهل تماما قواعد نطق اللغة الفرنسية، وتتعامل معها كما تتعامل مع اللغة الإنجليزية، التي تدرسها منذ سنوات!
لكن .. هل الأستاذ (عبد الرحمن) لا يستطيع أن يعلمك اللغة الفرنسية من أجل اللغة كما ينبغي؟
قطعا يستطيع..
الحقيقة أن النظام التعليمي هو الذي يفرض هذا الأسلوب.. والطالب يعرف هذا.. ويريد هذا..
وللأسف، معه حق..

وهذا تعليق رائع عن الموضوع كتبه صديقي وأستاذي العزيز (د. إيهاب أبو ستة) – المقيم حاليا في هولندا للحصول على الدكتوراة في اللغة العربية! -:
طبعا ... طبعا طبعا المشكلة قائمة وليس لها حل في ظل منظومة التعليم البئيس الحالية، تخيلوا معي، أنا دخلت اختبار التويفل الدولي في الأمدإيست مرتين، وحضرت دورته التدريبية مرتين والعجب العجاب أنهم يقيمون تدريبهم على هذه النظرية.. لم يسعدني الحظ بالتتلمذ على يد الأستاذ (عبد الرحمن) لكن أزعم أن وجهة نظره في تعليم اللغة الثانية أو الأجنبية تتعامل مع منظومة التعليم المصري بكفاءة شديدة ربما تتوافق مع التدريب على استراتيجيات التويفل الدولي التي تدرك أنها تتعامل مع طالب شرقي أو مصري أو غير ناطق بالإنجليزية - يعني بخصائص متخلفة مدروسة مسبقا - وبناء عليه تُدرَّس له تعليمات رياضية ميكانيكية آلية للحل واستراتيجيات لا علاقة لها باللغة. الهدف واحد كيف تُجيب الامتحان لتكسب سواء عند "الأستاذ" أو عند التويفل، ولذا تشابهت الوسائل. أما تعليم اللغة - وهو الهدف الرسمي المعلن عند الحكومة على الأقل - فهذه قصة أخرى لا علاقة لمدرسين كثيرين في التعليم المصري بها.. خاصة مدرسي اللغات عموما وعلى رأسها اللغة العربية. فتعليم اللغة يختلف كليا وجزئيا عن "تعليم فهلوة حل الامتحانات".. وطبعا المعاقون ذهنيا من مُنّظِّرِي التعليم في مصر لا يدركون هذا، بل ربما لا يدركون المهارات الأربعة الأساسية المطلوبة للغات، وبالله نستدفع البلايا، وحسبنا الله ونعم الوكيل...
نسيت أن أقول أن التويفل يعلن دوما أنه لا يعلمك الإنجليزية وإذا أردت هذا فله نظم أخرى مختلفة، لكن التعليم المصري يصر دائما ويعلن دائما بأنه يعلمك اللغات الثلاثة، ويفترض فيك عند التخرج أن تكون "الواد اللبلب" (الملكة إليزابيث في الإنجليزية، وأنجيلا ميركل في الألمانية، أو شيراك في الفرنسية... ومحمد رضا أو عبد الفتاح القصري في العربية) لا يطمحون لها بأكثر من هذين العلمين البارزين في تاريخها العريق...



٢٠٠٨-٠٧-٠٤

آخر رجل عظيم في مصر.. رحل..


عبد الوهاب المسيري رجل لا يحتاج إلى تعريف.. عبد الوهاب المسيري هو أستاذي الذي سأظل أتعلم منه إلى آخر عمري، برغم أنني لم أقابله قط..
عبد الوهاب المسيري هو أكثر عربي درس إسرائيل والصهيونية واليهود واليهودية حتى أصبح أهم متخصص في هذا المجال في العالم العربي..

عبد الوهاب المسيري يكاد يكون الرجل الوحيد في مصر الذي يستحق وصف "رجل عظيم"..

عبد الوهاب المسيري.. مات...
عبد الوهاب المسيري نعته حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتين أمس..

إنا لله وإنا إليه راجعون..
اللهم أجرنا في مصيبتنا......