٢٠٠٩-٠٤-٠٩

الخليج البريطاني

قلت لصديقي السعودي (ناصر): هل سمعت عن كتاب “الخليج البريطاني”؟

أجابني بالنفي، فأخبرته أنه كتاب مهم، أثيرت حوله بعض المشاكل عندهم في معرض الكتاب بالرياض، وإن عليه انتهاز فرصة وجوده في القاهرة، ليقتني هذا الكتاب أو يقرأه هنا. لكنه أبدى استياءه من الاسم، وتساءل: لماذا يشتم الكاتب دول الخليج؟!

(ناصر) صديق عزيز، وزميل دراسة في الكلية؛ لذا لم يكن هناك حرج في الكلام.. قلت له: الكتاب لا “يشتم” أنت لم تقرأه!

حاولت أن أشرح له وجهة نظر الكاتب في هذا اسم الكتاب، كما ذكرها في المقدمة:

“وبينما تحاول إيران جاهدة أن تقنع المثقفين العرب بأن الخليج العربي يسمى تاريخيا الخليج الفارسي، إلا أن المسمى الأكثر واقعية هو الخليج البريطاني، إذ إن بريطانيا هي التي قامت برسم حدود الدول التي لا تزال قائمة حتى الآن في تلك المنطقة، وتسميتها وتنصيبها.“

لكنه أصر أن هذا الاسم في رأيه “شتيمة”..

الشاهد هنا أن صديقي هذا لم يقرأ الكتاب، وهو حتى لم يره، ولكنه هاجمه هكذا بمجرد أن سمع اسمه!

مهما كانت أسباب المشاكل التي أثيرت حول الكتاب في الرياض، فمن المؤكد أن اسم الكتاب كان أهم أسبابها، ببساطة لأننا متحفزون للهجوم قبل حتى أن نتبين مضمون الكتاب.. كلام كثير قيل عن الأزمة التي أثيرت بسبب الكتاب، لكن من تكلم عن مضمون الكتاب؟

“الخليج البريطاني” كتاب جاد رصين، يتكلم بلغة الحقائق والأرقام، ومن العسير أن تجد فيه ما يمكن تسميته بالهجوم على دول الخليج، لأنه كتاب “حقائق” وليس كتاب “آراء”!

ويبدو أن الكاتب قد توقع منذ البداية أن الكتاب قد يسبب المتاعب له بدخوله في هذه المنطقة الشائكة، فقد كتب على الغلاف الخلفي للكتاب:

“وأخيرا، هذا الكتاب ليس عريضة هجوم على تلك الدول، فالهجوم على دول الخليج له أساليب يعرفها الجميع، ولكن الكتاب يوثق الكيفية التي أدارت بها بريطانيا الخليج العربي لقرابة العقدين من الزمن، وبكل تأكيد إن دراسة التواجد البريطاني في شبه الجزيرة العربية هي خير عون لفهم فلسفة التواجد الأمريكي في ذات المنطقة في عصرنا الحاضر.“

على كل حال، أرى أن كل هذا اللغط هراء لا داعي له، وفي النهاية لن يبقى لنا وللكاتب “إيهاب عمر” إلا الجهد الذي بذله في كتابه، والذي لم يضع هباء.

 

روابط لها علاقة بالموضوع:

خبر من جريدة اليوم السابع عن أزمة الخليج البريطاني

جروب إيهاب عمر على فيسبوك (وفيه تفاصيل الموضوع من البداية)

د. أحمد خالد توفيق يكتب عن الخليج البريطاني في جريدة الدستور - 31 مارس 2009

هناك تعليقان (٢):

  1. منتحرمش من جهود سعادتك
    يا رب اشوفك في لقاء ابراهيم خليل
    اوعا متجيش

    ردحذف
  2. كتاب الخليج البريطاني كتاب جيد وتم بذل جهد طيب جدا فيه لكنه تطرق لجزئيات لا تهم القاري ولاتساعده علي الاجابة عن السؤال الجدلي الاساسي (كيف صنعت بريطانيا دول الخليج ..؟) فلم يلتزم بالموضوعية في كل اجزائه حيث تحدث عن فلان الذي بكي وقبل يد المندوب السامي البريطاني وعلاقة فلان بزوجته التي فقئت له عينه ..... كلها امور مثيرة ولا علاقة لها بكيفية صنع بريطانيا لدول الخليج .. لو عرف الناس الاحداث والمعارك العسكرية والمعاهدات والاتفاقيات وتواريخها لكان كافيا للاجابة علي السؤال المطروح علي غلاف الكتاب.

    بالمناسبة ايهاب عمر اخ وصديق عزيز اكن له كل الاحترام والتقدير، واشكرك علي رحابة صدرك .. ولك ودي وتقديري

    ردحذف