معارضة واحتجاجات.. كفاية.. إخوان.. مظاهرات.. ثم؟.. لاشيء.. لا فائدة..
تعديل المادة 76.. انتخابات الرئاسة.. تعديل الدستور.. حبس صحفيين.. تعذيب.. توريث.. بطالة.. غلاء.. سرقة.. فساد.. عز.. وماذا بعد؟ ماذا يمكنك أن تفعل؟
تقريبا لا شيء.. أغلب الناس مقتنعون بهذا "هانعمل إيه يعني؟.. مافيش حاجة نقدر نعملها.. حتى اللي هايعترض مش هايسلم من الأذى"..
الحكومة تفعل كل ما تريده، وهي مقتنعة بأن "هايعملوا إيه يعني؟ شوية مقالات على شوية مظاهرات.. كل ده مقدور عليه"..
حتى المظاهرات يخاف أغلب الناس من المشاركة فيها..
الإضراب جاء كفكرة مبتكرة، تضع حلا لكل هذا: الناس يمكنها أن تعترض دون مشاكل.. الناس – أخيرا – يمكنها أن تشكل قوة ضغط ملموسة.. والحكومة – أخيرا – تدرك أنها يجب أن تعمل ألف حساب لردود أفعال الناس، قبل الاستمرار السافر في "بهدلتهم" على كل الأصعدة..
نجاح إضراب يوم واحد هو مجرد إثبات عملي للناس – وللحكومة - أنهم يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، دون أن يصيبهم أذى.. وأن الحكومة ليست حرة حرية مطلقة فيما تفعله بالناس إلى هذا الحد..
إضراب اليوم يمكن أن يتكرر ليصبح أسبوعا كاملا أو أكثر.. الناس لن تظل صامتة إلى الأبد.. رغيف العيش لم يكن هو السبب.. رغيف العيش هو فحسب القشة التي قصمت ظهر البعير..
كان هذا هو ما يستطيع الإضراب – نظريا – أن يحققه.. لكن الحكومة نجحت – تقريبا – في إجهاضه بقرار بسيط، لكنه مؤثر عند الناس: "من يتغيب سيُخصم منه 15 يوم" !
15 يوم من راتب حكومي أصلا.. من يمكنه أن يتحمل هذا؟
وهكذا نعود – من جديد – إلى تكبير دماغنا...