٢٠٠٨-٠٩-١٣

قلق..

قلق..

اكتئاب...

ماذا تفعل، وماذا تؤجل؟

تمد يدك في مرطبان الزيتون، ممسكا بالكمية المطلوبة.. تحاول إخراج يدك، فلا تخرج..

هذه الكمية تناسب طموحك.. لكنها  أكثر من المسموح لك..

تجاهد.. تجذب يدك بعنف.. تؤلمك يدك..

في النهاية تخرج يدك.. 

خالية تماما...

قلق....

٢٠٠٨-٠٩-٠٦

درس: عصر التشهير بالعرب والمسلمين

مقال شهير  كتبه د. أحمد خالد توفيق بعنوان "رسالة كراهية حارة صادقة لخص فيه مقاطع كاملة من كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين (للدكتور جلال أمين)، اخترت بعض المقاطع منه لتكون موضوع المحادثة مع الطالب (دكتور مصري يعيش في أمريكا، ويدرّّس العلوم الاجتماعية - ومنها أجزاء مهمة عن الأدايان والأديان المقارنة.. وبالمناسبة، الرجل مسلم متدين جدا، لكنه ضعيف في اللغة العربية، يتكلمها بصعوبة كالأجانب)..

بدأنا بهذا المقطع من مقال د. أحمد:
ثم يهاجم بقسوة مبدأ  تحسين صورة الإسلام أمام الغرب .. هل يمكن تجاهل الفارق بين مخاطبة شخص حسن النية يريد الإنصات لك ومستعد لتصحيح ما لديه من أخطاء، مع شخص سيئ النية على استعداد لعمل أي شيء للإضرار بك وقضيتك ؟. وهكذا لن يفعلوا إلا أن يحجبوا صوتك عمن تريد مخاطبتهم، أو يستفزوك فتندفع لقول ما لم تكن تريد قوله..  إن لهجة الغربيين في الكلام عن الإسلام ليست ما يثير الرغبة في تحسين صورة الإسلام عندهم، فهم أساءوا الكلام عن شيء نبيل، ومحاولة تبرئة النفس أمام ظلمهم الصارخ لا تخلو من إذلال ...
 
قال الطالب – د. وليد – معلقا على الجزء الأول من هذه الففرة: من يقصد الكاتب بالشخص سيء النية؟
قلت: لعله يقصد أمريكا بوصفها دولة.. وربما يقصد الحكومات الغربية، أو وسائل الإعلام الغربية..
قال: إن أمريكا تختلف كثيرا عن أوروبا.. من خبرتي الشخصية في تدريس الأديان بالجامعات الأمريكية وجدت أنهم يتقبلون الآراء الأخرى بسهولة، وهم مستعدون تمام لتقبل أي رأي تثبت لهم صحته..
وحكى لي عن مجموعة من الطلاب كانوا سيدرسون معه منهجا دراسيا عن "الأديان": اليهودية والمسيحية والإسلام، وحتى المعتقدات البوذية والكونفوشيوسية والديانات القديمة..
قبل البداية في دراسة هذا المنهج وجه إليهم جميعا سؤالا: ما رأيك في الأديان الأخرى، وهل يمكن أن تكون صحيحة؟
بعد دراسة هذا المنهج كرر عليهم السؤال نفسه.. والنتيجة:
70% منهم قالوا أنهم أصبحوا يعتقدون أن الإسلام دين من عند الله، وأن المسلمين قد يدخلون الجنة، (وإن كان هذا لا يعني أنهم قرروا اعتناق الإسلام!) وأن المقربين السابقين من المسلمين كالقديسين الأوائل في المسيحية .. وحتى الـ30% الباقين فإنهم كثير منهم يرى أن الإسلام دين من عند الله ولكن القديسين عندهم أعلى درجة من المسلمين الأوائل!
هناك من هم معادون حقا، وليسوا مستعدون للإنصات لك.. لكنهم في أمريكا قلة حقا.. الأغلبية منهم جاهلون، وهم مستعدون لتصحيح أفكارهم.. ولكن عليك أن تصل إليهم..
إذن فهؤلاء أناس مستعدون للإنصات لك.. لماذا لا تحاول الوصول إليهم، وتصحيح الأكاذيب التي ينشرها المغرضون؟
قلت له: وكيف تصل إليهم؟
قال: أفضل وسيلة – بلا شك – هي المسلم ذاته.. المسلم الذي يتعامل معهم بأخلاقيات الإسلام السمحة، هو أبلغ من ألف كتاب أو فيلم أو ندوة.. ولو أنك تتعامل مع خمسين شخصا ونقلت لهم هذه الصورة فهذا يكفي تماما..
لكنه أكد على نقطة مهمة: أوروبا تختلف تماما عن أمريكا.. نحن نتعامل مع الغرب بوصفه هو أمريكا وأوروبا معا.. لكن الحقيقة أن أمريكا تختلف عن أوروبا.. إن العداء للإسلام في أوروبا أشد، لأن أوروبا أغلبها ملحدون.. وحتى المسيحيين واليهود منهم، فإنهم كذلك بالاسم فحسب، وفي الحقيقة هم بلا دين.. أما المسلمين فهم – على الأقل بالنسبة للمسيحيين واليهود – متمسكون بدينهم بقوة.. ولذلك فإن العداء للإسلام هناك أكبر من العداء للأديان الأخرى، وإن كنت ستجدهم يسخرون من الأديان كلها ومعتقداتها.. هذا العداء يزيد مع الإسلام لأنه الأقوى، ولأن الحضارة الإسلامية مازالت لها أصداء قريبة إلى حد ما.. فنحن لسنا بعيدين إلى هذا الحد من القرن الثامن عشر!
لذلك نجد المشاكل تواجه المسلمين في أوروبا، بينما يندر هذا في أمريكا.. كانت هناك مشاكل بسبب الحجاب في أوروبا – فرنسا تحديدا - لكن في أمريكا لا مشكلة تقريبا بسبب الحجاب.. وإن كان هذا لا ينفي  وجود بعض الخوف من المسلمين، والشك فيهم، بسبب التشويه الإعلامي المستمر لصورة  الإسلام والمسلمين..