اسمه باراك "حسين" أوباما، من أصول إفريقية، ومن جذور إسلامية.. دارت حوله إشاعات - غير حقيقية - تقول أنه مسلم، حتى أن أحد استطلاعات الرأي أوضح أن "عُشر الأمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلم"!
تفاءل الكثيرون منا - أكثر من اللازم - بتوليه الرئاسة، بينما ظل الأغلبية على حذرها، على أساس أننا لم نر منه شيئا بعد، وإن كانوا لا يتوقعون منه الكثير..
عندما زار أوباما مصر أخبرني خبرني العديد من الأمريكيين أنهم فوجئوا بأن أغلب المصريين "يحبون" أوباما.
خطابه في جامعة القاهرة كان لطيفا، لكنه إنشائي جدا، يذكرك بموضوع تعبير نموذجي: عناصر مرتبة ومنظمة "بالأرقام"، واستشهاد بآيات قرآنية نحفظها تماما.. كل هذا جميل، لكنه لم يقل شيئا جديدا في الحقيقة!
أراد فحسب أن يكسب ثقة العرب، هذا هو كل شيء.. لكن هل من تغيير في السياسة الأمريكية؟
هل سندهش عندما نقرأ في الخبار عن رسالته إلى ملك المغرب: "أوباما يطالب العرب بإنهاء عزلة إسرائيل" ؟
وعن صفقة: "التطبيع مقابل تجميد الاستيطان" ؟
هل سيطول الوقت قبل أن يكتشف أن العرب لم تعد لديهم ذرة ثقة في أن إسرائيل ستلتزم باتفاق، أي اتفاق؟
هل سيعد رفض العرب للتنازل رفضا للتعاون وللسلام نفسه؟
أم أن هذه حلقة جديدة في سلسلة التنازلات العربية التي يقدمها الحكام العرب برغم أنف شعوبهم؟
"وأكد عدد من المسئولين العرب فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» أن الدول العربية تبحث هذه المقترحات وهى على استعداد للتجاوب معها بشرط وجود ضمانات أمريكية بالتزام إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة أهمها وقف تام للاستيطان"
ضمانات أمريكية؟
هل هناك حقا وجود لشيء اسمه "ضمانات أمريكية"؟
الحكام العرب مضطرون لتصديق هذه الضمانات، حرصا على "صداقتهم" للولايات المتحدة، بينما إسرائيل مازالت تنتظر المزيد من الأدلة على حسن نية العرب:
"وزعمت الصحيفة - «يديعوت أحرونوت» - أن الإدارة الأمريكية حصلت على موافقة دول عربية على تحليق الطيران الإسرائيلى فوق أراضيها مقابل تجميد أعمال البناء فى المستوطنات، بيد أنها أشارت إلى أن إسرائيل تنظر إلى الاقتراحات الأمريكية بتشكك. "
إسرائيل ما زالت تتشكك إذن!
مازال كل ما يحدث هو مجرد تكرار لما حدث من قبل.. يبدو أن أوباما لن يضيف جديدا..
ومن جديد: حتى لو أصبح الرئيس الأمريكي مواطنا مصريا من "شبرا" فلن يصنع هذا فرقا كبيرا..