الأستاذ (عبد الرحمن) هو عمّي.. وهو مدرّس لغة فرنسية، للمرحلة الثانوية مخضرم، ومعروف حيث أقيم.. وللأستاذ عبد الرحمن نظرية عبقرية لتدريس اللغة الفرنسية، يطبقها مع كل تلاميذه.. ترتكز هذه النظرية على حقيقة مؤسفة يؤكدها الواقع : الولد يريد أن ينجح ويحصل على مجموع كبير في "الثانوية العامة" حتى لو لم يتعلم شيئا في اللغة الفرنسية..
وعلى هذا الأساس تقوم خطة العمل مع الطالب منذ بداية العام: أنت لا تتعلم هنا كيف تتحدث أو تقرأ أو تكتب بالفرنسية.. أنت تتعلم - بوضوح - كيف تحصل على الدرجة النهائية في امتحان اللغة الفرنسية..
آليات هذه النظرية تشتمل على نقاط عدة.. منها مثلا: توعية الطالب بالأسس والأساليب المستخدمة في وضع الامتحان.. فمثلا في سؤال "التوصيل" لا يمكن أن تقوم بتوصيل الجملة الأولى من العمود الأول مع الجملة الأولى من العمود الثاني.. لماذا؟.. لأن هذه حقيقة ثابتة لدى واضعي الامتحانات ولن تتغير من قبل، ولن تتغير أبدا!
نقطة أخرى: في الثانوية العامة - كما في المخابرات - المعرفة على قدر الحاجة!.. أي أن امتحان اللغة الفرنسية تحريري.. ليس شفويا.. معنى هذا أنك تحتاج – مطلقا - إلى أية معلومة فيما يتعلق بمهارتي الاستماع والتحدث، وبالتالي يمكنك أن تتجاهل تماما قواعد نطق اللغة الفرنسية، وتتعامل معها كما تتعامل مع اللغة الإنجليزية، التي تدرسها منذ سنوات!
لكن .. هل الأستاذ (عبد الرحمن) لا يستطيع أن يعلمك اللغة الفرنسية من أجل اللغة كما ينبغي؟
قطعا يستطيع..
الحقيقة أن النظام التعليمي هو الذي يفرض هذا الأسلوب.. والطالب يعرف هذا.. ويريد هذا..
وللأسف، معه حق..
وهذا تعليق رائع عن الموضوع كتبه صديقي وأستاذي العزيز (د. إيهاب أبو ستة) – المقيم حاليا في هولندا للحصول على الدكتوراة في اللغة العربية! -:
طبعا ... طبعا طبعا المشكلة قائمة وليس لها حل في ظل منظومة التعليم البئيس الحالية، تخيلوا معي، أنا دخلت اختبار التويفل الدولي في الأمدإيست مرتين، وحضرت دورته التدريبية مرتين والعجب العجاب أنهم يقيمون تدريبهم على هذه النظرية.. لم يسعدني الحظ بالتتلمذ على يد الأستاذ (عبد الرحمن) لكن أزعم أن وجهة نظره في تعليم اللغة الثانية أو الأجنبية تتعامل مع منظومة التعليم المصري بكفاءة شديدة ربما تتوافق مع التدريب على استراتيجيات التويفل الدولي التي تدرك أنها تتعامل مع طالب شرقي أو مصري أو غير ناطق بالإنجليزية - يعني بخصائص متخلفة مدروسة مسبقا - وبناء عليه تُدرَّس له تعليمات رياضية ميكانيكية آلية للحل واستراتيجيات لا علاقة لها باللغة. الهدف واحد كيف تُجيب الامتحان لتكسب سواء عند "الأستاذ" أو عند التويفل، ولذا تشابهت الوسائل. أما تعليم اللغة - وهو الهدف الرسمي المعلن عند الحكومة على الأقل - فهذه قصة أخرى لا علاقة لمدرسين كثيرين في التعليم المصري بها.. خاصة مدرسي اللغات عموما وعلى رأسها اللغة العربية. فتعليم اللغة يختلف كليا وجزئيا عن "تعليم فهلوة حل الامتحانات".. وطبعا المعاقون ذهنيا من مُنّظِّرِي التعليم في مصر لا يدركون هذا، بل ربما لا يدركون المهارات الأربعة الأساسية المطلوبة للغات، وبالله نستدفع البلايا، وحسبنا الله ونعم الوكيل...
نسيت أن أقول أن التويفل يعلن دوما أنه لا يعلمك الإنجليزية وإذا أردت هذا فله نظم أخرى مختلفة، لكن التعليم المصري يصر دائما ويعلن دائما بأنه يعلمك اللغات الثلاثة، ويفترض فيك عند التخرج أن تكون "الواد اللبلب" (الملكة إليزابيث في الإنجليزية، وأنجيلا ميركل في الألمانية، أو شيراك في الفرنسية... ومحمد رضا أو عبد الفتاح القصري في العربية) لا يطمحون لها بأكثر من هذين العلمين البارزين في تاريخها العريق...
وعلى هذا الأساس تقوم خطة العمل مع الطالب منذ بداية العام: أنت لا تتعلم هنا كيف تتحدث أو تقرأ أو تكتب بالفرنسية.. أنت تتعلم - بوضوح - كيف تحصل على الدرجة النهائية في امتحان اللغة الفرنسية..
آليات هذه النظرية تشتمل على نقاط عدة.. منها مثلا: توعية الطالب بالأسس والأساليب المستخدمة في وضع الامتحان.. فمثلا في سؤال "التوصيل" لا يمكن أن تقوم بتوصيل الجملة الأولى من العمود الأول مع الجملة الأولى من العمود الثاني.. لماذا؟.. لأن هذه حقيقة ثابتة لدى واضعي الامتحانات ولن تتغير من قبل، ولن تتغير أبدا!
نقطة أخرى: في الثانوية العامة - كما في المخابرات - المعرفة على قدر الحاجة!.. أي أن امتحان اللغة الفرنسية تحريري.. ليس شفويا.. معنى هذا أنك تحتاج – مطلقا - إلى أية معلومة فيما يتعلق بمهارتي الاستماع والتحدث، وبالتالي يمكنك أن تتجاهل تماما قواعد نطق اللغة الفرنسية، وتتعامل معها كما تتعامل مع اللغة الإنجليزية، التي تدرسها منذ سنوات!
لكن .. هل الأستاذ (عبد الرحمن) لا يستطيع أن يعلمك اللغة الفرنسية من أجل اللغة كما ينبغي؟
قطعا يستطيع..
الحقيقة أن النظام التعليمي هو الذي يفرض هذا الأسلوب.. والطالب يعرف هذا.. ويريد هذا..
وللأسف، معه حق..
وهذا تعليق رائع عن الموضوع كتبه صديقي وأستاذي العزيز (د. إيهاب أبو ستة) – المقيم حاليا في هولندا للحصول على الدكتوراة في اللغة العربية! -:
طبعا ... طبعا طبعا المشكلة قائمة وليس لها حل في ظل منظومة التعليم البئيس الحالية، تخيلوا معي، أنا دخلت اختبار التويفل الدولي في الأمدإيست مرتين، وحضرت دورته التدريبية مرتين والعجب العجاب أنهم يقيمون تدريبهم على هذه النظرية.. لم يسعدني الحظ بالتتلمذ على يد الأستاذ (عبد الرحمن) لكن أزعم أن وجهة نظره في تعليم اللغة الثانية أو الأجنبية تتعامل مع منظومة التعليم المصري بكفاءة شديدة ربما تتوافق مع التدريب على استراتيجيات التويفل الدولي التي تدرك أنها تتعامل مع طالب شرقي أو مصري أو غير ناطق بالإنجليزية - يعني بخصائص متخلفة مدروسة مسبقا - وبناء عليه تُدرَّس له تعليمات رياضية ميكانيكية آلية للحل واستراتيجيات لا علاقة لها باللغة. الهدف واحد كيف تُجيب الامتحان لتكسب سواء عند "الأستاذ" أو عند التويفل، ولذا تشابهت الوسائل. أما تعليم اللغة - وهو الهدف الرسمي المعلن عند الحكومة على الأقل - فهذه قصة أخرى لا علاقة لمدرسين كثيرين في التعليم المصري بها.. خاصة مدرسي اللغات عموما وعلى رأسها اللغة العربية. فتعليم اللغة يختلف كليا وجزئيا عن "تعليم فهلوة حل الامتحانات".. وطبعا المعاقون ذهنيا من مُنّظِّرِي التعليم في مصر لا يدركون هذا، بل ربما لا يدركون المهارات الأربعة الأساسية المطلوبة للغات، وبالله نستدفع البلايا، وحسبنا الله ونعم الوكيل...
نسيت أن أقول أن التويفل يعلن دوما أنه لا يعلمك الإنجليزية وإذا أردت هذا فله نظم أخرى مختلفة، لكن التعليم المصري يصر دائما ويعلن دائما بأنه يعلمك اللغات الثلاثة، ويفترض فيك عند التخرج أن تكون "الواد اللبلب" (الملكة إليزابيث في الإنجليزية، وأنجيلا ميركل في الألمانية، أو شيراك في الفرنسية... ومحمد رضا أو عبد الفتاح القصري في العربية) لا يطمحون لها بأكثر من هذين العلمين البارزين في تاريخها العريق...
طيب علشان نكون واقعيين نظرية الأستاذ عبد الرحمن في التدريس نظرية عامة علي مستوي التعليم المصري ومعظم أساتذة وطلاب الثانوية العامة بيتعاملوا بالمنطق ده وسهل إني أقول أن كلنا كنا في الموقع ده واتعاملنا بنفس المنطق في وقتها حتي لو من جواك عارف انه منتهي الغلط إنك تتعلم لمجرد الامتحان!! وكمان الكلام مش علي مستوي اللغة التانية ولا اللغات عموما ولا حتي المدرسة وبس لأ كمان نظام الجامعة بنسبة كبيرة قائم علي نفس النظريات ومش عارفة كلامي هيكون صادم لو قلت إن حتي القواعد دي سارية علي كلية الطب و إن في أوقات كتير كنا بنضطر نتبع نظرية الأستاذ عبد الرحمن لمجرد إن ده الحل الوحيد عشان تتعامل مع عقم نظم الامتحانات رغم إنك عارف إنه إهدار لطاقات وتضييع لوقت ومجهود كان ممكن تتعلم فيه كويس وتستفيد باللي بتتعلمه مش مجرد إنك (تلصم ) شوية كلام علشان ترميه من مخك علي باب لجنة نظري أو عملي وانت عارف إنه بعيد جدا عن اللي هتستعمله وتطبقه في شغلك لو ربنا سهل واشتغلت في المجال ده..
ردحذفدكتوراة في اللغة العربية من هولندا!!
الفكرة ان هذه هى نظرية العرض والطلب بمعنى ان السوق (الطالب) عايز كده ولو كان السوق (الطالب) عايز ان الدراسة تكون طبقاً لاصول المادة وقواعدها السليمة لكان الاستاذ هيعمل كده، بدليل ان كتير من الاساتذة المصريين فى السودية والخليج تكون طريقة تدريسهم مثالية لدرجة تحبب الطالب فى المادة التى يدرسها، بينما طريقة تدريسهم فى مصر مختلفة والدليل ان حتى الكتب الخارجية فى مصر واعلانات الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية بتكون الدعاية بتاعتها من نوع ( الأسئلة المتوقعة للامتحانات - التوقعات المرئية - نماذج أسئلة وأجوبة) ولا توجد دعاية مثلا عن التعمق فى المادة أو كيفية جعل الطالب يفهم المادة
ردحذفازيك يا محمد .. وحشني يا باشا
ردحذفنيجي للموضوع
تتحدث عن نظام تعليمي قائم علي امتحان واحد تحريري قاصر مع ضغوط مستمرة من الأسرة بغرض تجميع أكبر قدر من الدرجات .. لذلك من الطبيعي اتباع تلك الطريقة في التدريس خاصة في امتحانات المواد الأدبية كاللغة .. نظرا لقيامها علي نمط ثابت للأسئلة من حيث التكرار والشكل العام لورقة الامتحان ..
أنا حصلت علي 49 ونصف في امتحان اللغة الفرنسية بنفس نظام المذاكرة المذكور في موضوعك وخدمني بالاضافة الي ما ذكرت أن قطعة الفهم في بداية الامتحان كانت عن الكاتب انيس منصور وهو كاتبي المفضل في فترة الثانيوة العامة مما سهل الاجابة وأتاح لي فهم العديد من المفردات بشكل أفضل من أقراني في نفس الامتحان وهو محض صدفة .. ولكني أقر بجهلي في اللغة الفرنسية رغم حصولي علي الدرجة شبه النهائية فيها ..
مشهد آخر في دراستي بالكلية قابلت زميلا أقسم أنه كان مقتنعا أن seldom اسم لأحد الأدوية .. والطبيعي انها ظرف بمعني نادرا .. تخيل طبيبا لا يجيد الانجليزية في زمن يدرس فيه الطب الحديث بنفس اللغة
نأتي لزاوية الأخري .. مهارات النطق والصوتيات والفهم .. الخ
تحتاج تلك المهارات لاختبارات شفهية وعملية يكون فيها تقييم المعلم لمهارات الطالب هو الاساس .. وبالتالي يقوم التقييم علي الضمير الشخصي للمعلم وقدرته علي التقييم ومهاراته الشخصية وللأسف طبعا كلها جوانب تعاني من القصور في المعلم المصري بصفة عامة كما سيقف نظام الدروس الخصوصية عائقا في وجه نظام تقييم عملي وعادل
الموضوع اكبر من كده بكتير بس محتاج مناقشة معاك مفيش مساحة ليها علي البلوج للاسف .. اشوفك قريب باذن الله ..
تحياتي
شادي
أختك العزيزة الغالية:
ردحذفكل هذا الكلام من وجهة نظر المتلقى (للخدمة) التعليمية الطالب وولي الأمر، ماذا عن المدرس نفسه؟
لنفترض أن المدرس يحب مادته ويستمتع بتدريسها، هل تتصورون كم الإحباط الذي سيشعر به عندما يجد نفسه مضطرا ومجبرا على اتباع هذه الطريقة العقيمة المملة في التدريس؟
ليتحول بمرور السنين إلى مجرد (ريكوردر) اللى يعيده يزيده واللى يزيده يعيده
عام بعد عام بعد عام.
مما يعنى...... أننا
كلنا في الهوا السوا.........
هل يعرف أحد مدرس طلع على المعاش؟؟؟؟؟؟؟؟؟
معظمهم يموتون قبل سن المعاش....
تفتكروا ليه؟..
كنت مررت لي تاج منذ عام و شهرين تقريبا ً .. اخيرا قمت بالرد علي هذا التاج
ردحذفمر علي مدونتي في الويك اند
الردود هنا أبلغ من التدوينة!
ردحذفإيما:
أكثر الآراء تفاؤلا كانت لبعض أصدقائي الذين درسوا في كليات الهندسة.ز قالوا أن ما درسوه في الكلية ليس هو ما يحتاجونه في العمل، ولكنها فكرة عامة تسهل لهم بعد ذلك التعمق فيما سيحتاجه العمل.. فمثلا في الغالب هو لم يتعلم لغة البرمجة المطلوبة.. لكنه فهم مبادئ البرمجة ودرسة بعضها.ز بعد ذلك عليه أن يجتهد هو بنفسه بطريقة التثقيف الذاتي ليتعلم ما سيحتاجه في العمل..
أن يكون هذا في الطب أيضا فهذه مأساة!
معاكي في موضوع اللغات طبعا..
طالب يدرس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية (أي 8 سنوات) وبرغم هذا لا يمكنه أن يتحدث الإنجليزية.. لا معنى لهذا سوى فشل النظام التعليمي..
نعم.. دكتوراة في اللغة العربية من هولندا.. هناك علماء - مستشرقون - هناك وفي ألمانيا كبار حقا..
عبده 503:
الطالب عايز كده.. فعلا.. لكن هو لا يعرف أين مصلحته.. سيتخرج ثم يكتشف أنه بحاجة إلى تعلم لغة أو أكثر، ويبدأ في البحث عن كورسات المركز الثقافي الفرنسي أو المعهد البريطاني.. ما كان من الأول!
نورتني يا فندم :)
شادي:
إزيك يا دكتور؟
معاك في مسألة الضغوط دي.. ناس كتير بيفكروا كده.. أنا عايز أدخل طب أو هندسة.. يبقى ما يهمنيش اللغة.. يهمني المجموع.. طيب أديك جبت مجموع ودخلت طب لكن لغة؟ مفيش.. مفيش أي تواصل باللغة الفرنسية..
ماشي.. لكن هل كلنا هاندخل طب وهندسة؟
مسألة الاستماع والتحدث ليست قصورا في التقييم فحسب.. بل هي قصور في التدريس ذاته.. معلم لا يفهم ما هي مهارات اللغة الأربعة (أصبحت خمسة في بعض النظريات الحديثة).. كيف "يدرب" عليها طلابه؟
أرجو أن أراك قريبا إن شاء الله.. أنا موجود دايما في وسط البلد.. كلمني انت بس :)
أختي العزيزة الغالية:
نعم .. أنا أعرف إحساس هذا المدرس!
في الفترة التي عملت فيها في مدرسة إعدادية واجهت هذا الشعور ولم يكن أمامي إلا أن أستمر برغم كل شيء، أو أن أتمسك بما تعلمته، وأعلم الطلاب كما يجب، حتى لو تجاهلت الكتب المدرسية ذاتها..
تصدقي فعلا؟!
غريبة دي..
ما سمعتش عن مدرس على المعاش.. هابحث في الموضوع ده!
بيبو:
إزيك يا عريس؟
لسة فاكر؟
يا بختك!
أنا كان عندي تاجات متأخرة زمان ونسيتها.. فكرة والله..
هاعدي هناك طبعا..
منور زيادة المرة دي ؛)