أمشي في ميدان التحرير.. هواية التسكع القديمة.. أتوقف كالعادة عند بائع الجرائد الذي أمام هارديز، عندما أجد هذا الكنز الصغير: الجزء الأول من الأعمال الكاملة لفؤاد قاعود.. مجلد يضم خمسة دواوين دفعة واحدة.. وبسبعة جنيهات!
هذه السلسة - الأعمال الكاملة - تصدر عن هيئة قصور الثقافة، وسبق أن جمعت منها كنزا آخر، وهو الأعمال الكاملة لفؤاد حداد، في ثمانية مجلدات!.. المفترض أن تصدر الأجزاء التالية متتابعة كل شهر تقريبا، وإن كان الأمر ليس منتظما تماما، لكنها تصدر.. لعلهم يتبعوها بالأعمال الكاملة لسيد حجاب.. قولوا يا رب!
حضراتكم طبعا تحبون الشعر مثلي.. حسنا.. ماذا تنتظرون؟.. مازال الكتاب مع الباعة!
أقدم لكم هنا واحدة من أجمل قصائده، بعنوان "الغناء في حضور المحبوبة" من ديوان الاعتراض.. أحب هذه القصيدة بشدة، وأشعر أنها تلامس واقعنا الحالي بشدة.. لكن هناك أجزاء منها لم تعد مؤكده الآن.. للأسف...
)الغناء في حضور المحبوبة(
في حبك تصبح الدنيا بطعم ولون
وتبقى شمسها شمسي
وأرسم سكتي بإيدي
وصوتك في غيطان الليل
أنين الناي..
وتنهيدي
ولا يقدر على حبك خلاف شاطر
يخوض الصعب ويخاطر
ولا يحسب حساب هجرة سوى فيكي
ولا يحسب حساب عودة سوى ليكي
يا ماء الزهر في الجدول
وحلم التاني والأخراني والأول
ويتزاحموا على بابك
وما كل اللي طالبين اللقا بالحق أحبابك
لكنك تعرفي صحابك
يا راوية الزرع بدموع الفواعلية
وبانية الصرح بهموم الصنايعية
حجبتي ودك الساحر عن الزايفين
وشيلتي بهجة الدنيا لخلانك
عطاء وحنين
وعمرك ما انبسط سهلك لغير أهلك
ولا سلسلتي خلجانك لخوانك
وللي يبتغوا قهرك وحرمانك
وياما ناس تقول اسمك مع الألحان
تغنيكي
ويحكم ربطهم بيكي
حساب الكسب والخسران
وناس يستثمروا رسمك على الإعلان
وناس بتخبي أنيابها في ضحك أصفر
وناس تايهين
عشت عينهم سطوح شكلك وفستانك
وعميوا عن كنوز اليم
ونا عاشق قرار روحك ووجدانك
فنت ذاتي في عرفانك
وآه يا رجفة العشق اللي أصبح دين
دا مين يماشيني في دربك نبي وأمين
ومين ينهيني عن حبك شيطان ولعين
يا شغل الماضي والآتي وطول اليوم
ما يعرف صادق النية في بعدك نوم
ولا يعقل في حبك لوم
يا واحدة في الخيال والفعل
فؤاد قاعود - فبراير 1975
قصيدة جميلة..فؤاد قاعود!! هي مرتي الأولي في القراءة له علي ما أعتقد!!
ردحذفأجمل من القصيدة نفسها عنوانها..رائع فعلا!!
وبالنسبة لسيد حجاب... :) يا رب!!
بس فؤاد حداد أجمل :)!!
تحياتي
لا تجعليها الأخيرة إذن!
ردحذفمن يحب شعر سيد حجاب، لا بد أن يحب فؤاد قاعود..
وطبعا طبعا طبعا: فؤاد حداد أجمل.. معاكي حق.. كالعادة ؛)