٢٠٠٩-١١-٠١

استراتيجية كشكول التحضير..!

كنت قد كتبت منذ فترة طويلة هذه التدوينة، ومنذ أيام جاءني تعليق من الأستاذة (غزالة) - وهي أستاذة بمعهد الوفاء الأزهري - مما استفزني لكتابة هذه التدوينة:
تركت العمل في المدرسة الإعدادية، وانتقلت للعمل بالتدريس للأجانب..
لكنني الآن أفتقد تلاميذي الصغار.. أبنائي دون مبالغة.
لماذا تركتهم إذن؟
من العبث أن تعمل وأنت غير مقتنع بجدوى لما تفعله.. تخيل أن كل مدرس في المدارس الحكومية مطالب بأن يكتب "تحضير الدرس" في
دفتر التحضير، بواقع صفحتين لكل حصة يدخلها، وهي من 6 إلى 8 حصص يوميا.. لماذ يكتب كل هذا؟ نظريا لأن هذه هي "خطة الدرس"
التي سيسير عليها في الفصل، لكنه - عمليا - يعمل بالطريقة التي اعتاد عليها منذ تخرج وعمل بالتدريس.. النتيجة أن هذا أصبح مجرد عبء وروتين لا جدوى له، ويلجأ معظم المدرسين إلى نقل التحضير من الدفاتر القديمة..
أذكر أنني - في أول احتكاك لي مع موجه لغة عربية - ناقشته في طريقة كتابة تحضير الدرس، لأنه اعترض على طريقتي، وخصوصا صياغة الأهداف، واكتشتفت أن الرجل لا يعرف أصلا الأسس الصحيحة لكتابة الأهداف، وأنه (حافظها كده!).
كانت مسألة تحضير الدرس هذه أزمة بالنسبة لي في البداية، لأنني كنت أتبع الطريق النظرية التي تعلمتها، وكنت - بسذاجة مفرطة -أنوي التدريس باستخدام الاستراتيجيات الحديثة التي تعلمتها، فكان هذا يتطلب وقتا وجهدا للتحضير للدرس.. لكن تزمت النظام المدرسي والإداري في مسألة كتابة تحضير الدرس في دفتر التحضير كان مشكلة..
حاولت إقناعهم أنه من العبث أن نصر على هذه الطريقة، بينما لدينا أجهزة كمبيوتر، نستطيع تحضير دروسنا من خلاله، فنستفيد من أعمالنا السابقة ومن أعمال الآخرين، فنأخذ ما يناسبنا ونطوره و...
لكن يبدو أن هذا كان أكثر مما يحتمله تفكير مدير مدرسة مصرية تقليدية..
طبعا اضطررت إلى مجاراتهم، ونسخ التحضير كيفما اتفق، وإن لم أتخل تماما عن طريقتي..
أعتقد أنها كانت تجربة ناجحة، لكنها لم تكن لتستمر وأنا أتقاضى 140 جنيها شهريا ولا أعطي دروسا خصوصية..
أما عن تلاميذي / أبنائي.. فهذه تدوينة أخرى..

هناك تعليق واحد:

  1. وفقق الله فبدايه التغير ان تبدا بنفسك

    ردحذف