٢٠١٣-٠٥-٠٦

رسالة إلى كل طالب مصري

عزيزي الطالب المصري في أية مرحلة من مراحل التعليم المصري الغامض، هل تعلم أن من أسرار المدرس الذي يعلمك هذا أنه يخطئ ويصيب؟ وأنه يجب أن يتم تقييمه، وأن يقيم هو نفسه كل درس؟
هل تعلم أن المدرس قبل أن يكلمك عن الممنوع من الصرف أو التوتر السطحي أو الجهاز الهضمي أو الجغرافيا البشرية لأفريقيا فإن من واجبه - ومن حقك - أن يخبرك لماذا ستتعلم كل هذا، بل ويقنعك بهذا. لماذا ستدرس هذه المادة أصلا؟ ولماذا هذا الدرس وما فائدة هذا الموضوع في هذه المادة، ولو لم تقتنع فهناك خلل ما. ربما فشل المعلم في فهم أو إفهام الجدوى من هذه الدراسة، وربما - وهذا أسوأ - نسي أصلا أو لم يهتم بهذا، وربما الخلل من واضعي المادة والدرس أصلا - وربماالمادة كلها - لن تفيدك في أي شيء وتكون هذه جريمة أخرى من الجرائم التي ترتكب في حقك.
عزيزي الطالب المصري الغلبان، لا تصدع رأسك ولا تكلف نفسك بالاستماع إلى مدرس لم يوضح لك الهدف مما يريدك أن تدرسه. من حقك أن تسأل: ما فائدة هذه المادة؟
ثم: ما فائدة هذا الدرس؟ وماذا تريد أن نتعلم في هذا الدرس؟ ولماذا؟
وإذا لما يجبك المدرس فهو مدرس فاشل، لكن لا تتعب نفسك بإخباره بذلك لأنه غالبا يعرف.

٢٠١٠-٠٧-٠٨

بالورقة والقلم


أغنية فيلم عسل إسود أخيرا، بصوت ريهام عبد الحكيم. هذه نسخة ممتازة - غير المسجلة من السينما إياها - يبدو أن أحدهم اشتراها عن طريق خدمات الموبايل الكثيرة التي لا أفهمها هذه.. المهم أنني وجدتها أخيرا!
شكرا ياسمينة :)


belwara2a_wel_we2alam.mp3

٢٠١٠-٠٧-٠٦

خالد سعيد

خالد سعيد
والامتحان
كان إننا
نقدر نشبك إيد في إيد
تبقى طايلة
مش قصيرة
وعين بصيرة
تشوف لنا
بكرة جديد
غير الغبي ده اللي بيتكرر من يوم ما جينا الدنيا دي
من قبلنا
من قبل حتى ما نتولد..
بكرة تاني.. نمد إيد ونقول غلط
من غير ما تتحط ف حديد
بكرة غير ده
احتمال تبقى سعيد، من غير ما تسرق أو تهاجر أو تبيع
بلدك لتجار العبيد


٢٠١٠-٠٦-١٤

دعوة لكل مصري خالد سعيد: اكتب وصيتك الآن.. قبل أن يأتي دورك..!


أعطني سببا واحدا كي لا أكتب وصيتي الآن، أعطني سببا واحدا كي لا تكتبها أنت.. غدا، صباحا، قد تجد نفسك أمام الخيار نفسه: كرامتك، أو حياتك.. الموت، أو خَرَس الشياطين.. فماذا ستختار؟
دورك قادم، ودوري قادم.. وإن أخطأك الدور هذه المرة فقد لا يفعل في المرة القادمة..
مم نخاف؟!
في وطن أصبح الانتحار فيه غاية وسبيلا للخلاص، ولولا أنه كفر لخرج المصريون أفواجا يلقون أنفسهم في النيل.. الذي كان نيلهم.. في وطن أصبح هذا هو حاله يصبح القتل بهذه الطريقة هدية.. تموت الآن وتستريح من كل هذا.. بل وتكون شهيدا!
دوري قادم، ودورك قادم، فلماذا لا يكتب كل مصري على أرضها وصيته؟
أنا ليس لديّ ما أورّثه، لكنني أشهدكم أنني لم أتعاط مخدرا في حياتي، فلا تصدقوهم إن قالوا أنني كنت مدمنا..
لما أتاجر في المخدرات، ولم أصادق تاجر مخدرات قط.. لم أتهرب من التجنيد، وموقفي منه سليم تماما..
لست عاطلا..
لم أتحرش بأنثى من قبل، لا في الطريق العام ولا الخاص..
لم أُتهم في سرقة سلاح أبيض ولا أي لون آخر، ولم أمتلك سلاحا قط..
لم أكتب إيصال أمانة أو شيكا بدون رصيد.. فقط أنا مدين ببقية أقساط الكمبيوتر التي أسددها شهريا، وهذه سيدفعها عني أبي، أو فليعطيهم الكمبيوتر نفسه وقتها، فلن أحتاج إليه بعد ذلك على كل حال..
لا تصدقوهم إن قالوا عني منحرفا أو مدمنا أو قاتلا أو لصا..
جريمتي الوحيدة التي لا أنكرها - والتي لا يغفرونها أبدا - أنني لا أتخلى عن كرامتي.. وأنني لست بشيطان أخرس..


٢٠١٠-٠٦-١٣

أغنية الكعكة البشرية..


لم تكن مظاهرة..
لا يمكنك أن تسمي عشرين شخصا يحيط بهم خمسون من عساكر الأمن المركزي مظاهرة.. هذه أشبه بمظاهرة داخل عربة ترحيل المساجين.. المفارقة أن هذا حدث اليوم فعلا!
مظاهرة داخل عربة ترحيل مساجين، من المتظاهرين الذين اعتقلهم الأمن من ميدان لاظوغلي، بمجرد أن مرت بهم العربة أمام كعكة الأمن المركزي المحشوة بالمتظاهرين أمام الجامعة الامريكية حتى بدأت أصواتهم تعلو في الهتاف في مظاهرة صغيرة، لم تلبث أن انتهت بمجرد أنتحرك سيل السيارات الواقفة وابتعدت بهم السيارة...

(الصورة من صفحة خالد سعيد على الفيس بوك لمظاهرة اليوم في لاظوغلي)




٢٠١٠-٠٦-١٢

مُت شهيدا مثل خالد محمد سعيد.. عشان ما تتضربش على قفاك

كلنا نعرف قصة هذا الكتاب، الذي كتبه عمر عفيفي الضابط المتقاعد، وكيف مُنع الكتاب وصودر، والمشاكل التي واجهها عمر عفيفي وسفره إلى أمريكا..
لكنني منذ قرأت بعض الأجزاء من الكتاب، لم أكف عن تكرار تساؤل ساذج نوعا: لماذا مُنع الكتاب؟!
الكتاب لا يحرض على الثورة ولا قلب نظام الحكم، ولا يحض على التظاهر، ولا يساند الإخوان.. الكتاب يمكن وصفه ببساطة على أنه "تبسيط لبعض مواد القانون المصري"، بحيث تكون مفهومة وسهلة للمواطن العادي غير المتخصص.. لماذامنع إذن؟ بأية حجة؟
السبب البديهي - بالنسبة لي - هو أن هذا غير مطلوب.. لا يجب أن تعرف حقوقك القانونية.. الناس تظن أن "قانون الطوارئ" يسلبك كل حقوقك تماما، والحقيقة التي نراها يوميا أن أمين الشرطة التي يتطاول عليك - دون مبرر - في الشارع وفي السيارة والميكروباص والمترو، يتراجع فورا أمام أي شخص يبرز له بطاقة نقابة المحامين أو الصحفيين.. لماذا؟
لأن المحامي والصحفي يعرف حقوقه!
وهذا هو بيت القصيد.. لا يجب أن تعرف حقوقك.. لا يجب أن تتمسك بحقك وكرامتك أمام الشرطة والمخبرين وأمناء الشرطة.. لا يجب أن تعتاد على قول "من حقي" و"ليس من حقك"..
وإذا تصادف أنك كنت تعرف حقوقك - لأنك تقرأ مثلا والعياذ بالله - وأنت لست محاميا أو صحفيا، فإنك ستكون استثناء، وستجد نفسك وحيدا في موقفك، بينما سيلزم الآخرون الصمت، وهم لا يفهمون لماذا تتبجح بهذا بالشكل (لازم مسنود ولا حاجة!)..
يجب أن يبقى جهلنا بحقوقنا أبديا..
يجب ألا نعتاد أن لنا حقوق أصلا..
يجب أن يبقى الخوف قيدا يكبلنا دائما.. يجب أن يستمر هذا الوضع - الآمن بالنسبة لهم - نُضرب ونصمت.. نُهان ونصمت.. نُسرق ونصمت..
وإن لم تصمت - لا قدر الله - فالويل لك.. الويل لنا جميعا إن لم نتعلم من خالد.
الساذج الذي ظن أن له كرامة، وتصرف على هذا الأساس.. فمات.. قُتل..
خالد كان مثلي، في مثل عمري، لكنه وُضع في هذا الموقف قبلي فحسب، وأنا كنت سأفعل مثله.. سأتمسك بحقوقي، وسأفكر أن "من قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون نفسه فهو شهيد"..
الخلاصة أن الموت هو مصيرنا جميعا:
مُت بيدك من فوق أحد كباري مبارك العظيمة مثل الشاب عمرو موسى، أو مت شهيدا بأيديهم كما مات خالد محمد سعيد، أو عِش ميتًا عريض القفا مكمم الفم، ككل أفراد القطيع...


٢٠١٠-٠٦-٠٧

انتحار آخر عند كوبري قصر النيل..

تحت كوبري قصر النيل، اليوم، كانت تغرق في مياه النيل، وعدد من "المراكبية" يمسكون بها ويحاولون حملها إلى الشاطئ..
الناس متزاحمون على سور الشاطئ مبهوتين، ولم يمض أسبوع واحد بعد على انتحار "عمرو" شنقا من على الكوبري نفسه.. وكأنهم يشعرون أن دورهم قادم.. وكأنهم يقولون لها: حالك ليس أسوأ من حالنا، لكننا لم ننتحر بعد..
كنت مبهوتا مثلهم، وأنا أراها جاحظة العينين ممتقعة الوجه وقد استسلمت تماما، ولم تعد تحاول  التحكم في أي عضلة من جسدها، وراحت تردد فحسب: "طلعتوني ليه؟"..
بعض المراكبية على الشاطئ كانوا يتابعون زملاءهم وهم يحملونها: "شيل معاهم يا حسن.. غطي شعرها.. امشوا كده.. طلعوها عند المشتل.. بنت الـ.... دي!"..
والآخر - الذي يحملها - لم يكف عن تعنيفها وسبها، وهي مستسلمة تماما:
- "الله يخرب بيتك، يا.... يا بنت الـ.... يا ......."..
وكأن هذا ينقصها..!
أي بيت هذا الذي سيخرب بعد كل هذا؟
أي وغد هذا الذي ينقذ امرأة ويعنفها ويسبها هكذا؟ بل أي شيطان!
حقا لا أفهم ما منطقه!
بأي حق تعنفها يا حضرة المنقذ؟
هل تتقمص دور الإله الذي سيحاسبها، أم تمنّ عليها إنقاذها؟
من أنت أصلا كي تسبها؟ من أعطاك هذا الحق؟
ماذا تريد أن تقول؟
أنك منقذ؟ مسئول؟ بطل؟بني آدم؟
لست ببني آدم أكثر منها بالتأكيد..
شيء مستفز.. وليس بأقل منه استفزازا الطبيب الذي يعنّف مريضه وهو يتألم!
من يساعد الناس وهو لا يعرف معنى الرحمة، فالناس في غنى عنه وعن مساعدته، وأولى من أن يساعدهم رياء لنفسه وللناس أن يكف أذاه عنهم أولا...