٢٠٠٦-٠٨-٢١

قانا

قصيدة جديدة كتبها د. عز الدين إسماعيل وكتبتها أنا على الكمبيوتر وأرسلتها بالإيميل لأخبار الأدب.. كان هذا في الأسبوع الماضي.. أمس رأيتها منشورة في أخبار الأدب..
قصيدة في منتهى الروعة برغم ما قاله لي د. عبد الناصر حسن - أستاذ النقد الأدبي-أنها مباشرة نوعا.. د.عز الدين نفسه قال أن هذا صحيح إلى حد ما، بحكم أنها استجابة للأحداث الجارية، فكان طبيعيا أن تكون قصيدة انفعالية..على كل حال فإن القصيدة تروق لي بشدة.. وها هي ذي:

قانا


قانا الأولى

قانا الثانيةُ..

الثالثةُ..

الرابعةُ..

الألف.

قانا الأمسِ..

وقانا اليومِ..

وقانا الغدْ.

قانا فاتحةُ التاريخِ..

وفاصلة الأيامْ

قانا جَوْهرةٌ فوقَ جبين الأيامْ

ويُعلِّقها لبنانُ تميمةْ

قانا شارةُ لبنانَ الأبديةْ

قانا أسطورةُ ميلادٍ يتجددْ

قانا ميلادٌ أبديٌّ وتَوَلُّدْ

قانا عاشقةُ الفينيقِ الأُولى

تحترقُ لكي تنهضْ

قانا تحترق بِنارِ البَغْيِ

وتنْحَلُّ رمادا أخضرْ

يتلألأُ في الوادي

فوق التلةِ..

في البيدرِ..

في أحشاء الأعشاب البريةْ

قانا مأساةُ العُرْسِ وعرسُ المأساة

قانا أمٌّ وأبٌ

أخْتٌ وأخٌ

طفلٌ، طفلةْ

قانا الخالُ وقانا العَمّْ

قانا الخَالةُ والعَمَّةْ

قانا الأهلُ وقانا الصُّحبةْ

قانا الجيرانُ..

وجيران الجيرانْ

قانا الحارةُ والبَاحَةُ والغُدْرانْ

وملاعبُ للأطفالِ وللصِّبيانْ

قانا الكرمةُ..

والجدولُ..

والزَرْزُورْ

قانا البَيْدَرُ والناطورْ

قانا الحُرةْ

قانا الدُّرَّةْ

شارَةُ لبنانَ المنصورْ

قانا المَعْلَم والشَّارةْ

قانا الحُجَّةُ والبُرهانْ

قانا تَنْقُشُ فوق سماءِ العالمِ درسًا

دَرْسَيْنِ..

دُروسَا

دَرْسًا تَصْعَدُ فيه قانا المنتصرةُ..

تصعدُ، تصعدُ، تصعدْ

درسا يَسقطُ فيه الباغي منكسرًا

يسقطُ..

يسقطُ..

يسقطْ

ودُروسًا للعالمْ

كلِّ العالْم

ما زال الحقُّ هو القُوَّةْ

بل فوق القوة

والأمَّةُ ما زالتْ فوق الحُكَّامِ المَهْزُومينْ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق