أعطني سببا واحدا كي لا أكتب وصيتي الآن، أعطني سببا واحدا كي لا تكتبها أنت.. غدا، صباحا، قد تجد نفسك أمام الخيار نفسه: كرامتك، أو حياتك.. الموت، أو خَرَس الشياطين.. فماذا ستختار؟
دورك قادم، ودوري قادم.. وإن أخطأك الدور هذه المرة فقد لا يفعل في المرة القادمة..
مم نخاف؟!
في وطن أصبح الانتحار فيه غاية وسبيلا للخلاص، ولولا أنه كفر لخرج المصريون أفواجا يلقون أنفسهم في النيل.. الذي كان نيلهم.. في وطن أصبح هذا هو حاله يصبح القتل بهذه الطريقة هدية.. تموت الآن وتستريح من كل هذا.. بل وتكون شهيدا!
دوري قادم، ودورك قادم، فلماذا لا يكتب كل مصري على أرضها وصيته؟
أنا ليس لديّ ما أورّثه، لكنني أشهدكم أنني لم أتعاط مخدرا في حياتي، فلا تصدقوهم إن قالوا أنني كنت مدمنا..
لما أتاجر في المخدرات، ولم أصادق تاجر مخدرات قط.. لم أتهرب من التجنيد، وموقفي منه سليم تماما..
لست عاطلا..
لم أتحرش بأنثى من قبل، لا في الطريق العام ولا الخاص..
لم أُتهم في سرقة سلاح أبيض ولا أي لون آخر، ولم أمتلك سلاحا قط..
لم أكتب إيصال أمانة أو شيكا بدون رصيد.. فقط أنا مدين ببقية أقساط الكمبيوتر التي أسددها شهريا، وهذه سيدفعها عني أبي، أو فليعطيهم الكمبيوتر نفسه وقتها، فلن أحتاج إليه بعد ذلك على كل حال..
لا تصدقوهم إن قالوا عني منحرفا أو مدمنا أو قاتلا أو لصا..
جريمتي الوحيدة التي لا أنكرها - والتي لا يغفرونها أبدا - أنني لا أتخلى عن كرامتي.. وأنني لست بشيطان أخرس..