٢٠٠٨-٠٦-١٠

كنتاكي لأحباب الريس.. أهلا يا ريس!

أخي طالب في كلية بمدينة السادات.. يوم الإضراب الثاني (4 مايو 2008) كان يوم امتحان أعمال سنة له ولزملائه.. و... هذه حكايته (كما رواها لي) في هذا اليوم:

الريس النهاردة الصبح كان فى مدينة السادات.. ولمن لا يعرف فمدينة السادات هى دائرة أحمد عز!

كان الريس رايح مصانع هناك لعمال والكلام ده...

رايحين الصبح عادى فى الأتوبيس.. عندنا بحث لازم يتناقش الساعة 11.. فجأة، قبل سجن 440 (لو حد يعرفه) لقينا الأتوبيس وقف.. قالوا كله ينزل ولجنة شرطة بتقول كله يكمل مَشْيْ..!

مشي إيه يا جماعة؟ الجو شمس وعندنا امتحانات؟!

قالوا هوّ كده!

رحنا سألنا واحد ضابط: هو إيه الموضوع؟

قال: أصل الريس جاى!

يا أهلا يا ريس!!

فضلنا ماشيين حوالي نص ساعة فى الشمس كده، لحد ما وصلنا للمصانع.. قلنا يااه.. خلاص قربنا نوصل الكلية أهو.. لقينا المفاجأة بقى.. ممنوع تتحرك متر تاني!

لو عايز ترجع مش هترجع!.. لو عايز تروح كليتك مش هتروح!

طب يا باشا عندنا امتحان والله!

قالك لما الريس ييجى ويعدي ممكن تمشوا!

يا أهلا بيك يا ريس!!

فضلنا ساعتين قاعدين فى الشمس..

ولكم أن تتخيلوا ما يقرب من 100 طالب - شباب وبنات – قاعدين على الأرض في الشمس الحارقة فى الصحراء.. ويا ريت جت على ساعتين!

طبعا كل شوية عربيات ملاكي تعدي.. نوع من التمويه تقريبا..

الحكومة موزعة أعلام وصور عليها صور الريس، ومكتوب على بعضها كل سنة وأنت طيب يا ريس (كان يوم الإضراب هو يوم عيد ميلاد الريس لو تفتكروا)!

ويفط فى المدينة بقى، والحاجات اللى انتوا عارفينها دي!

لحد ما لقينا الموكب جاى.. وجاء الريس، وأشار لنا إشارته المعهودة، باعتبارنا شعبه الحبيب الذي يتحمل شمس الظهيرة الحارقة عن طيب خاطر، بس عشان نفوز بإشارة من يده!

وقبل عربية الريس كان فيه عربية نصف نقل وفيها واحد كده ببدلة وماسك كاميرا وعمال يشاور للناس بتوعهم عشان يهيصوا ويعملوا منظر بالأعلام والصور، وهو يصور طبعا.. لزوم الحاجات اللى بتيجي فى التلفزيون!

ودخل الريس المصانع..

نمشي بقى يا بشوات؟

لا.. مش دلوقتي... لما الريس يخرج!

يا سيدي عندنا امتحانات وغلاوة الريس!

قالك الأوامر كده!

يا أهلا بيك يا ريس!!

ساعتين كمان فى الشمس ما اختلفوش كتير عن اللى قبلهم..

لحد ما رجع الريس ومشي الريس.. وقتها سابونا نمشي أخيرا.. لكن مشونا فى طريق إجباري بعيد عن الكلية.. لفينا المدينة كلها مشي على رجلينا.. ما هو مفيش أي وسيلة مواصلات.. طبعا البنات اللي كانوا معانا كانوا خلاص بيموتوا من التعب.. وصلنا الكلية أخيرا (مشي برضه)، (والامتحان مع السلامة طبعا) وروحنا ندور على الدكتور عشان نحكيله ظروفنا، وإحنا بندعي ربنا إنه يصدقنا..

هذه حكاية أخي كما رواها لي.. جارنا بقى (عامل بسيط في شركة ما) روى لنا أنه "اتزبّط" في هذا اليوم.. كيف؟

أخذوه مع "الهتّيفة".. المهمة بسيطة: تجمهر لتحية الريس وقت مروره.. والمقابل؟

خمسون جنيها ووجبة كاملة لكل فرد من كنتاكي..

طبعا وافق بحماس.. فما أيسر الهتاف.. وما أصعب الحصول على خمسين جنيه هذه الأيام، دعك من وجبة كنتاكي التي يسمع أنها كانت طعام الجيش الأمريكي في العراق...

هناك ٤ تعليقات:

  1. حاجة مقرفة بجد ! آه يا قلبي من اللي بيعملوه فينا ده ...
    شكراً على التنوير بجد

    ردحذف
  2. no comment
    بس بتخيل كنت هعمل ايه لو كنت مكان اخوك
    و انا محروق دمي و مش بايدي اعمل حاجه عشان ما اتاخدش من قفايا و امي تتشحطط ورايا و هي مش ناقصه
    و الحل اللي وصلت له اني هقعد اقول "حسبي الله و نعم الوكيل"لغاية ما اروح بيتنا او اموت من الشمس

    ردحذف
  3. دينا:

    عفوا.. أول مرة حد يشكرني على حاجة مقرفة..!
    بجد.. التنوير في كل مكان للأسفزز في المواصلات وطابور العيش والجرايد القومية والمدارس و.. و.....
    أهلا بيكي :)

    إيمان:

    موقف صعب فعلا.ز الحمد لله الذي عافانا من هذا الموقف.. ولو أننا في خندق واحد جميعا...

    ردحذف
  4. ليه بقى ماقولتش مصير العلم اللى كان عليه صورة الريس والذي كان من نصيب أخوك ـ كانوا بيوزعوا أعلام عليها صورة الريس على الطلبة لتحيته وهو يمر بهم وبالمناسبة هذه الأعلام كانت الدليل المادي على صحة أقوال الطلبة عندما وصلوا بحمد الله وتوفيقه إلى أرض الكلية وحاولوا الاعتذار للدكتور عن عدم حضورهم في الموعد المحدد ـ أنا طبعا عارفة كويس إيه مصيره!!!!!!!!
    بس يا ترى هل مسموح لنا أن نقول؟؟؟
    أم هناك خطر على حياة أمي؟؟؟؟؟؟

    ردحذف